جريدة وجـــــــــــــــــــــــدة
  رواية فاطمة
 

فاطمــــــــــــــــــــة

رواية من تأليف : مصطفى منيغ

(الفصل الأول)

 

        جزء من عمري طغى كلما استقرأت ما فات على صفحات ( كتاب جامع لما كان من شأني منذ ولدت إلى الساعة) طوتها الأيام الخوالي إلى حين أتوسل فيه الوحدة كي تغمرني بنشوة الهدوء لأعيد تشخيص ما جرى بنفس الدقة و بغير فواصل بين جمل اعتراضية قائمة ، ولا وقفات للتفكير ( إن جازت الصراحة النقدية مع الذات ، أو الظرف العمري لا يسمح بالتمعن ) من جديد في لوحات جاد في ضبطها (على إيقاع حماس الشباب) الحق الطبيعي المضبوط وإحساس خاص على سن معينة يلج المرء فيها عالما يبهر الفؤاد ويحرك العقل للحسم في الاختيار أي المسارين وجب الأخذ والانسياب فيه لآخر المطاف حيث يتم الاصطدام الحتمي مع الإيجابي أو السلبي أو يحول مفعول القرار إلى بصمة لا يفارق الوجدان شكلها تسهل الرؤية والتحليل بعد فوات الأوان .

        حيز من زمان أذاقني طعم الشهد ليعمق في كياني مرارة الضربة الموجعة ما بقي من عمري ، لم يكن القصد طغيان الجانب الأخر، وهو يلزمني الابتعاد عن بهجة دفعت بكل إشراقات السعادة أن تغمرني وعالمي الصغير، بل فرصة استحسن اقتناصها من أهلته ظروف أجواء لم تكن لتعترف بشيء نبيل اسمه "الحب"وكان ما كان مما تحاكت به مدينة القصر الكبير ومنذ زمان، بقايا لما حدث تروى (وليالي سمر تجمع ثلة من عشاق التاريخ الجميل لموقع كل ما فيه أصيل) عينة لوفاء روحين تقابلا كما افترقا على الطهارة والنقاء والإخلاص لذكرى بعضهما البعض مهما حصل.

         مساحة مهما صغرت، مقارنة لما بعدها ، ظلت المستحوذة الأساس متى فكرت استرجاع ما مضى ، فلا مفر من استجماع كل الجزئيات المتسربة إلى عمق أعماقي، أولها كآخرها، متعة وراحة بلا حدود ، كاستنشاق على الطبيعة لعبير الورد، أو كالحرية بعد تخلص من ألآم القيود .

        مقياس استحدثته المناسبة لتحتفل على أرقامه الرياضية وحروف لغته الخاصة نفسي ساعة استحضار الرغبة للعيش من جديد تلك اللحظات التي مهما طال بي المقام في هذه الفانية ما تخليت عن دراسة ظواهرها واسترسال تأثيراتها على ضمير الطرف الآخر الذي علم بحجم الضرر الحسي الذي سببه لمجرى حياتي .

         امتداد محصور بين ضفتي فراغ ملحوظ ليترتب الوضع المهيمن على صلب الذكرى كواجهة واجب الاعتراف بأحقية الخوض في غمارها بأدب جم وهيبة يقتضيها الولوج لمنطقة لها الجاذبية الكافية لتغمر الإحساس بإحساس أقدر على تسهيل الامتزاج بجمالية الصورة كما تشكلت منذ وقوعها في الزمان والمكان المعهودين إلى هذه اللحظة ، أسمى من الخيال وأزيد من حلم طارئ ذاك الجامع بيني كشاب وفاطمة يتخطى به العقل استحالة استحداث حاضر معاش لماضينا معا الراحل بما فيه كي لا يعود إلا في اليوم الموعود.

                       وإلى اللقاء صحبة ما تبقى من " فاطمة"

 

 

 
  Aujourd'hui sont déjà 19509 visiteurs (29029 hits) Ici!  
 
---------- Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement