جريدة وجـــــــــــــــــــــــدة
  أدب .. فن
 

جمع الجميل بما هو جليل 

أوراق غطاها حبر المطابع بغلالة من حرير نسج في بلاط " مهنة المتاعب"، أشكال تتحرك في الاتجاهات الأربع، بلا تداخل في السبل، ولا اختلاط في المسالك. شهب تتلألأ قبل اصطدامها بأرض الواقع ، كأحلام العذارى لا تنتهي عند مستحيل ، ولا تبقي مزلاج أي باب على حاله . أقمار لم تطأها قدمي إنسان ، ولم تحتضنها قصيدة شاعر. تخيلات لأفكار هيأتها الحرية لجدال مع الذات ومع الغير ، بقياس لا يزيح الوقار عن مثواه ، ولا يعكر صفو الأدب في وقفته الشامخة ..غير الحافل بعاملي الزمان والمكان . رسوم تصارع التقاليد الزاحفة من عهد " جوتمبرج " إلى الغد ، على شرفة الصحافة الهادفة . تبسم لكل إبداع . عشرات الصفحات ، ومثلها عشرات الأسماء، نتاج مبارك لمرحلة يطارد الركود فيها بسلاح الذكاء ، في وقت ارتفع ثمن الورق ، والحبر ، والآلة ، والطاقة . خواطر تشدو بالهمس أحلى النغمات، وسطور تقذف الفكر بأغلى العبارات، ويبقى الفراغ بينهما معلنا سلبيات ظرفية حتى لا تفقد البداية جمالية المجهود، شجرة تغذي ثمارها الإنسان والنمل، والمقصود هنا الحجم ولا شيء آخر، ما دمنا على استعداد لنقاش أطول، أما الباقي فنقش على الرمال، كلما هب الريح انمحى أثرها بلا هوادة، إنما المهم خوض غمار التنفيذ. أمر متعب للعامة ، ميسور للصحفي المتمكن من صنعته ، من يتقبل صداع ألآت الطباعة وكأنها إيقاعات " سيمفونية " لن يجود الفن بمثلها ، وضربات مطرقة المسؤولية على رأس مثقل بالتخطيطات والابتكارات ، كأقراص ضد "مرض" الراحة . كيلومترات من الأسطر ، توصلك لعوالم من الكتب المتباينة الاختصاص ، في تحول هو الطعام الأقوم ، والغذاء المتكامل الحراريات لكل عقل منطلق صوب البحث ، والتمحيص ، والاستنباط ، والاستيعاب في دنيا العرفان الرحبة اللامتناهية .انه العمل الصحفي . إكليل من الزهور يفوح عطرا شجيا، ولا زالت الأشواق عالقة بما يلفه من عثرات تلزم سيلان المزيد من العرق. جمع الجميل بما هو جليل ، في نكهة ترضي المتتبع الساهر على التقاط الأنفاس الأدبية .. يحتم حضور العديد من الخصوصيات التي تدخل جلها في نسيج استمرارية العمل على نهج يوصل الفكر إلى مبتغاه بتوافق مع حركة التطور . ليس المهم الإتيان بحشد من صور جميلة القشور للانجراف مع انفعال خالي مع التمازج بالإلهام لتنمية العطاء الجيد عن الوافدين على قرع الأبواب من براعم وناشئة، وليس ضروريا إبراز المتأجج، ففي ذلك مضيعة للوقت. المطلوب تحويل الرؤى إلى نبض يزرع الحياة في الوسط الإنساني العام وبصدق . وهذا ما يجعلنا نمر من مرحلة إلى أخرى ، مركزين اهتماماتنا للترحيب بكل تعاون صحفي يريح البصر والبصيرة ، ويشارك تاريخيا في إثراء الخطوات الثابتة والسائرة نحو غد ثقافي فكري له الشأن الأكبر في إظهار ما تحلت به ملكات جمهرة من الأدباء عندنا في هذا الوقت .. أو هكذا أرى الأشياء، فلست سوى صحافي يهوى الجيد إذا طرح في السوق، وهذه أحاسيس شخصية تلزمني " مهنة المتاعب " أن أترجمها كلمات صريحة دون التمعن في تضاريس وجوه حفرها الغضب، أو شروق محيا في صباح من الأمل والتفاؤل. الميدان زاخر بالألوان، والأصناف، والأقلام تتراكم، والعملية في مجملها: انتقاء ما يكفل تواجد الأبعاد الثلاث: التثقيف، والحضور الطويل المدى، والتأريخ للمرحلة الفكرية الحالية.                                                     

 
  Aujourd'hui sont déjà 19509 visiteurs (29025 hits) Ici!  
 
---------- Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement